-A +A
محمد أحمد الحساني
تحارب الجهات التعليمية الدروس الخصوصية وتساهم الصحافة في هذه الحرب بمقالات لكتابها وتحقيقات صحفية، تظهر من يمارس الدروس الخصوصية بمظاهر شتى كلها قبح ومسّبة وانتقاص!، ويتحدث المعلمون والمربون عن الآثار التربوية السلبية للدروس الخصوصية ويقيمون ندوات حولها هي أشبه ما تكون بالمآتم!، ولكن كل ما تقدم ذكره لم يقنع أولياء أمور الطلاب والطالبات خاصة الذين لديهم قدرة مالية على تدبير مصاريف الدروس الخصوصية، لم يقنعهم أو يجعلهم يقلعون عن البحث عن معلم أو معلمة لأولادهم وبناتهم لاسيما عندما يصبحون قاب قوسين أو أدنى من الاختبارات الفصلية أو النهائية. ولو نظرنا إلى هذه المسألة نظرة موضوعية لوجدنا أن لمن يُهرعون نحو الدروس الخصوصية عذراً، وأن هؤلاء الآباء لم يفعلوا ذلك بطراً أو حباً للمظاهر أو رغبة في إضاعة المال سفهاً بغير علم! وإنما لأسباب قاهرة، ولو أردنا استعراض الأسباب التي أدت إلى وجود ظاهرة الدروس الخصوصية لأمكن ذكر بعضها على النحو التالي:
أولاً: المستوى العام لبعض المعلمين الذي يحول دون تمكنهم من تدريس بعض المواد الدراسية تدريساً يضمن فهم جميع الطلاب لتلك المواد الأمر الذي يؤدي إلى ضعف في مستوى الطلاب وفيما يحققونه من درجات وعجز كثير منهم عن الاعتماد على نفسه في حل ما يأخذه من واجبات مدرسية منزلية وعدم وجود من يعينه من الأبوين على حل الواجبات المنزلية لاسيما إذا كانت المواد علمية وفي المرحلتين المتوسطة والثانوية وهما مرحلتان تحتاجان لمعلمين متخصصين في كل مادة فكيف يتسنى وجود أبوين يتمتعان بتخصص شامل في كل المواد الدراسية؟!

ثانياً: تضخم عدد الطلاب في بعض المدارس الحكومية بما يجعل المعلم غير قادر على متابعة تحصيل جميع طلبة الفصل وتصحيح دفاترهم بإتقان والتأكد من فهم الجميع للدرس، مما يجعلهم بحاجة إلى دروس تقوية منزلية عن طريق مدرس خاص لكل طالب أو عدد محدود من الطلبة.
ثالثاً: انشغال أذهان الطلاب بما يُبث في الفضائيات من رياضة وفنون وما هو أدهى وأمر من ذلك من مواد إعلامية، وكثرة السهر والتهاون في أداء الواجب المدرسي وعدم قيام البيت بواجب المتابعة، مما ينشأ عنه ضعف دراسي يحتاج إلى مساندة عن طريق الدروس الخصوصية فإذا أزيلت هذه الأسباب فقد تنجح الحرب على الدروس الخصوصية!